أمّة منقسمة تدلي برأيها
جيم تانكرسلي، مايكل غولد- نيويورك تايمز
Wednesday, 06-Nov-2024 06:01

اختار الناخبون بين كامالا هاريس ودونالد ج. ترامب، وهو قرار قسَّم الناخبين المُتعبين. وتظهر كل استطلاعات الرأي تقريباً في الولايات الـ7 المتأرجحة أنّ السباق متقارب.

توجّه، أمس، الناخبون إلى مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد للإدلاء بأصواتهم في ما وصفه كلا الحزبَين الرئيسيَّين بانتخابات رئاسية محوَرية، ليختتموا حملة انتخابية مثيرة للانقسام ومرهقة، في آخر موجة من الحماسة قبل ليلة طويلة محتملة من فرز الأصوات.

 

سجّلت مراكز الاقتراع حركة مرور عالية، لكن أُبلِغ عن مشاكل قليلة في أنظمة التصويت حتى منتصف النهار، إذ اختار الناخبون ما إذا كانوا سيعطون الولايات المتحدة أول قائدة لها من النساء أو يُعيدون إلى البيت الأبيض رئيساً سابقاً حطّم المعايير السياسية الأميركية. ومن المقرّر أن يحدّدوا أيضاً السيطرة على مجلسَي النواب والشيوخ.

 

جسّدت الحملة كل عيوب وانقسامات السياسة الأميركية. وحتى النهاية، تشير كل استطلاعات الرأي تقريباً في الولايات السبع المتأرجحة إلى أنّ السباق متعادل بين هاريس، نائبة الرئيس الديموقراطية، وترامب، الرئيس السابق الجمهوري، الذي سيكون فقط ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يخدم فترتَين غير متتاليتَين.

 

مع بداية يوم الانتخابات، واجه بعض الناخبين والمسؤولين الانتخابيِّين ظروفاً صعبة، بما في ذلك آثار الكوارث الطبيعية. أقام العمال مراكز اقتراع موقتة في خيام في مقاطعة يانسي، بولاية كارولاينا الشمالية، حيث لا تزال المجتمعات تتعافى من إعصار هيلين.

 

في مدينة آشفيل، شمال كارولاينا، أرسل المسؤولون الناخبين من منطقتَين انتخابيّتَين إلى مركز جنوب شرق المدينة، بعد أن تسبّبت أضرار الإعصار في عدم الوصول إلى مركز الاقتراع المعتاد.

 

أبلغت بعض المقاطعات عن مشاكل في التصويت. ففي مقاطعة كامبريا بولاية بنسلفانيا، منعت مشكلة برمجية الناخبين من مسح بطاقاتهم، وفقاً للمستشار القانوني للمقاطعة رون ريبك، في بيان لمحطة WJAC المحلية. وقد طلبت المقاطعة من المحكمة تمديد الوقت للتصويت واستدعت خبراء لإصلاح المشكلة، مضيفاً أنّ «جميع الأصوات ستُحسب ونواصل تشجيع الجميع على التصويت».

 

أدلى أكثر من 80 مليون ناخب بأصواتهم مبكراً - إمّا عبر البريد أو شخصياً - خلال موسم التصويت المبكر الذي استمر لأسابيع وكان سلساً نسبياً.

 

وأكّدت هاريس التي صوّتت مبكراً، لإحدى المحطات الإذاعية في أتلانتا صباح أمس، أنّ تركيزها في يوم الانتخابات كان على «التأكّد من أنّ الجميع يدركون قوة صوتهم من خلال التصويت».

 

وأضافت في مقابلة مع برنامج The Big Tiger Morning Show على قناة V-103: «أعتقد أنّ هذه لحظة انعطاف من حيث أنّنا نواجه رؤيتَين مختلفتين تماماً لمستقبل أمّتنا».

 

صوّت ترامب قبل الظهر في بالم بيتش، فلوريدا، على بُعد دقائق من ناديه الخاص ومقرّ إقامته، مارالاغو. وأكّد أنّه «مسرور جداً» لمعرفة أنّ الطوابير كانت طويلة.

 

عندما سُئل عمّا إذا كان يتوقع أن تكون هذه آخر حملة له بغضّ النظر عن النتيجة، أجاب ترامب، «نعم، أعتقد ذلك». وعندما ضغط عليه الصحافيّون بشأن ما إذا كان سيتنازل إذا خسر، أكّد إنّه إذا خسر وكانت الانتخابات نزيهة، «سأكون أول مَن يعترف بذلك، وأعتقد أنّ الأمور حتى الآن كانت عادلة».

 

لكنّه أثار أيضاً مخاوف بشأن آلات التصويت وطول الوقت الذي يستغرقه عَدّ البطاقات، وهما موضوعان جعلهما محوريَّين في ادعاءاته حول انتخابات 2020. ولم يوضح ما هي الشروط التي قد يتطلّبها لاعتبار الانتخابات نزيهة، حتى في الوقت الذي قال فيه لأنصاره إنّه يعتقد أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يفوز بها الديمقراطيّون هي عن طريق الغشّ.

 

ويراقب مسؤولو الاستخبارات وإنفاذ القانون الأميركيّون من كثب التهديدات، ويتوقعون زيادة في السرديات الكاذبة التي تشير إلى أنّ الانتخابات مخترقة، خصوصاً من روسيا، لكنّهم لا يتوقعون هجمات إلكترونية على البنية التحتية للتصويت المحلية.

 

عودة المجمع الانتخابي إلى الواجهة

 

يوم الانتخابات يذكّر الأميركيِّين أنّه عندما يتعلق الأمر بالبيت الأبيض، فإنّ الفائز بأكثر الأصوات على مستوى البلاد ليس بالضرورة ضامناً للفوز. الأميركيّون لا يصوّتون فعلياً لهاريس أو ترامب، بل يختارون مرشحين للمجمع الانتخابي، الذي يتكوّن من 538 عضواً منتخباً - عضو واحد لكل سيناتور وممثل في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء يمثلون واشنطن العاصمة. ويجب على المرشح الرئاسي الفوز بأغلبية بسيطة من أصوات المجمع الانتخابي (270) للفوز بالبيت الأبيض.

 

متى سنعرف النتيجة؟

 

مُدِّد عَدّ الأصوات إلى ما بعد ليلة الثلاثاء، وقد يتطلّب تحديد نتيجة السباق الرئاسي وقتاً أطول أيضاً، خصوصاً في الولايات السبع المتأرجحة: أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، نورث كارولاينا، بنسلفانيا، وويسكونسن.

 

إذا كانت الاستطلاعات التي تتوقع سباقاً ضيّقاً، صحيحة فقد يستغرق الأمر أياماً لمعرفة مَن سيكون الرئيس المقبل. أمّا إذا كانت الاستطلاعات خاطئة، فستستيقظ أميركا اليوم وهي تعرف مَن سيخلف الرئيس بايدن في البيت الأبيض.

الأكثر قراءة